يعد المدرب السعودي سعد الشهري واحدًا من الأسماء اللامعة في سماء كرة القدم السعودية، حيث استطاع خلال مسيرته الاحترافية إثبات جدارته ليس فقط على مستوى الأندية، بل وأيضًا من خلال عمله المتميز مع المنتخبات السعودية السنية. نجح الشهري في تقديم جيل جديد من اللاعبين الشباب، ووضع بصمة واضحة على خارطة الكرة السعودية. ومع ارتفاع سقف الطموحات، جاءت إنجازاته كدليل على قدراته التدريبية الفذة وإسهاماته في تطوير الكرة السعودية. ويلفت الاهتمام مؤخرًا الدور المحوري لسعد الشهري مع المنتخبات السعودية للفئات العمرية، خاصة بعد النتائج الإيجابية والمستوى المتميز الذي ظهر به المنتخب تحت قيادته. ويلقي هذا المقال الضوء على مسيرة سعد الشهري، ويستعرض أبرز محطاته وتأثيره في صناعة كرة القدم السعودية، مع التعمق في استعراض بعض الجوانب الفنية والإدارية التي ساهمت في نجاحه.
نبذة عن سعد الشهري ومسيرته التدريبية
ولد سعد علي الشهري عام 1980، وبدأ مشواره الرياضي كلاعب وسط في أندية الاتفاق والقادسية والنصر، إلا أن نبوغه الحقيقي لمع في المجال التدريبي بعد الاعتزال. قرر الشهري اقتحام عالم التدريب، فحصل على الرخصة الآسيوية وسرعان ما بدأ قيادة فرق الشباب بنجاح. تدرج الشهري في المناصب، فقاد فرق الناشئين والشباب في نادي الاتفاق، ثم انتقل إلى المنتخب السعودي تحت 23 عامًا، محققًا نتائج مشرفة وأداء فنيًا متطورًا لقي الكثير من الإشادة.
جسدت مسيرة الشهري مثال المدرب الواعد الذي جمع بين الخبرة الفنية، والقدرة على اكتشاف وصقل المواهب الشابة. تميز أسلوبه التدريبي بالاهتمام بالجوانب التكتيكية، مع الحفاظ على الانضباط والإبداع داخل الملعب.
إنجازات سعد الشهري مع المنتخب السعودي
برز اسم سعد الشهري على الساحة الخليجية والآسيوية من خلال نجاحاته المتعددة مع منتخبات الفئات السنية السعودية، وخاصة منتخب تحت 23 عامًا. وتجلت إنجازاته في:
- قيادة المنتخب السعودي الأولمبي إلى نهائي كأس آسيا تحت 23 عامًا 2020، والتأهل لأولمبياد طوكيو 2020.
- تحقيق لقب كأس آسيا تحت 23 عامًا في أوزبكستان 2022، وهو أول لقب قاري للمنتخب في هذه الفئة.
- إبراز لاعبين واعدين أصبحوا أعمدة في المنتخب الأول والأندية الكبرى، مثل سعود عبد الحميد وفراس البريكان.
- تأكيد مكانة المنتخب السعودي كأحد أقوى المنتخبات الآسيوية على مستوى الشباب والأولمبيين.
فيما يلي نستعرض مقارنة بين مشاركات المنتخب السعودي الأولمبي في البطولات الآسيوية قبل وبعد استلام الشهري:
| كأس آسيا تحت 23 عامًا | خروج من دور المجموعات (مرتين) | وصيف (2020)، بطل (2022) |
| الألعاب الأولمبية | عدم التأهل أو الخروج المبكر | تأهل إلى طوكيو 2020 |
الأسلوب الفني والإداري لسعد الشهري
يتميز سعد الشهري بفلسفة تدريبية قائمة على المزج بين التنظيم الدفاعي والانسيابية الهجومية. يظهر ذلك من خلال اعتماده على اللعب الجماعي، وتكليف اللاعبين بأدوار واضحة مع إعطائهم الحرية للإبداع واتخاذ القرار أثناء المباراة. كما يهتم الشهري بالدقة في التفاصيل خلال الحصص التدريبية، ويولي أهمية خاصة للتحليل الفني واستخدام التكنولوجيا في مراجعة المباريات.
وينشط الشهري في متابعة اللاعبين الشباب بالدوريات المحلية، ويتميز بقدرته على اكتشاف المواهب وصقلها تدريجيًا. يتميز أسلوبه الإداري بالحزم مع اللاعبين، وخلق بيئة إيجابية تساعد الجميع على التطور والنمو. ولعل من أسباب نجاحه بنيانه الجيد للعلاقة مع الجهاز الفني والإداري، والقدرة على التحكم في ضغوطات العمل.
أمثلة واقعية على تطوير المواهب
على امتداد سنوات توليه المسؤولية، لعب سعد الشهري دورًا رئيسيًا في تقديم وإبراز العديد من اللاعبين الذين باتوا يشكلون ركيزة للكرة السعودية. ومن أبرز تلك الأمثلة:
- سعود عبد الحميد: لاعب متعدد الاستخدامات في خط الدفاع، برز مع المنتخب وتعاقدت معه أندية كبرى.
- فراس البريكان: مهاجم شاب، أظهر مهارات تهديفية واستدعاه المنتخب الأول في مناسبات بارزة.
- أيمن يحيى: جناح مميز، استفاد كثيرًا من التوجيهات الفنية والتكتيكية للشهري.
- حسن تمبكتي: مدافع شاب خطف الأنظار بفضل قوته الدفاعية وحسه القيادي المبكر.
استطاع هؤلاء اللاعبون وغيرهم أن يمثلوا مستقبل كرة القدم السعودية نتيجة السياسات التدريبية العلمية والمنظمة التي تبناها سعد الشهري.
تأثير الشهري على مستقبل الكرة السعودية
أثبتت إنجازات سعد الشهري أن الاستثمار في المدرب الوطني خيار ناجح وواعد. فقد عزز نجاحه ثقافة الاعتماد على الكفاءات المحلية في تدريب المنتخبات، وقدم نموذجًا يحتذى به في إعداد وتطوير المدربين السعوديين. انعكس ذلك إيجابًا على تطور اللاعبين الشبان وانخراطهم بسرعة مع المنتخبات الأولى وحتى الاستفادة منهم في الأندية الكبيرة.
من المتوقع أن تستفيد الأندية والمنتخبات السعودية من هذا النموذج القائم على كشف المواهب وضخها بصورة مستمرة، ما يفرض على الجهات المسؤولة عن الرياضة تعزيز وتكرار تجربة سعد الشهري مع مدربين وطنيين آخرين.
خاتمة
ختامًا، يظهر بوضوح أن سعد الشهري استطاع عبر إخلاصه وعمله الجاد أن يخطو خطوات استثنائية مع المنتخبات السعودية، ويكرس اسمه كأحد أفضل المدربين المحليين في تاريخ كرة القدم السعودية. لم تقتصر إنجازاته على الألقاب فقط، بل امتدت لتشمل بناء جيل جديد من المواهب ورفع مستوى عدة عناصر محلية. إن السير على خطى الشهري، سواء من حيث التخطيط أو التطبيق أو استثمار الطاقات الشابة، سيسهم بشكل كبير في رفع راية الكرة السعودية عاليًا قارياً ودوليًا. للمزيد من المتابعات والتقارير حول الرياضة العربية، يمكنك زيارة ملبيت حيث تجد كل جديد في عالم الرياضة العربية.